سورة الفتح - تفسير تفسير الألوسي

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
تفسير السورة  
الصفحة الرئيسية > القرآن الكريم > تفسير السورة   (الفتح)


        


{وَلِلَّهِ جُنُودُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا (7)}
{وَلِلَّهِ جُنُودُ السموات والارض} ذكر سابقًا [الفتح: 4] على أن المراد أنه عز وجل المدبر لأمر المخلوقات قتضى حكمته فلذلك ذيل بقوله تعالى: {عَلِيمًا حَكِيمًا} وههنا أريد به التهديد بأنهم في قبضة قدرة المنتقم ولذا ذيل بقوله تعالى: {وَكَانَ الله عَزِيزًا حَكِيمًا} فلا تكرار كما قال الشهاب، وقيل: إن الجنود جنود رحمة وجنود عذاب، والمراد به هنا الثاني كام ينبىء عنه التعرض لوصف العزة.


{إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا (8)}
{إِنَّا أرسلناك شاهدا} أي على امتك لقوله تعالى: {وَيَكُونَ الرسول عَلَيْكُمْ شَهِيدًا} [البقرة: 143] وأخرج عبد بن حميد. وابن جرير. عن قتادة شاهدًا على أمتك وشاهدًا على الأنبياء عليهم السلام أنهم قد بلغوا {وَمُبَشّرًا} بالثواب على الطاعة {وَنَذِيرًا} بالعذاب على المعصية.


{لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ وَتُسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا (9)}
{لّتُؤْمِنُواْ بالله وَرَسُولِهِ} الخطاب للنبي صلى الله عليه وسلم وأمته كقوله سبحانه: {يأيُّهَا النبى إِذَا طَلَّقْتُمُ النساء} [الطلاق: 1] وهو من باب التغليب غلب فيه المخاطب على الغيب فيفيد أن النبي عليه الصلاة والسلام مخاطب بالإيمان برسالته لأمة وهو كذلك، وقال الواحدي: الخطاب في {أرسلناك} [الفتح: 8] للنبي صلى الله عليه وسلم وفي {لّتُؤْمِنُواْ} لأمته فعلى هذا إن كان اللام للتعليل يكون المعلل محذوفًا أي لتؤمنوا بالله وكيت وكيت فعل ذلك الإرسال أو للأمر على طريقة {فبذلك فلتفرحوا} [يونس: 58] على قراءة التاء الفوقانية فقيل هو على معنى قل لهم: لتؤمنوا الخ، وقيل: هو للأمة على أن خطابه صلى الله عليه وسلم منزل منزلة خطابهم فهو عينه ادعاء، واللام متعلقة بأرسلنا، ولا يعترض عليه بما قرره الرضى وغيره من أنه يمتنع أن يخاطب في كلام واحد اثنان من غير عطف أو تثنية أو جمع لأنه بعد التنزيل لا تعدد، وجوز أن يكون ذلك لأنهم حينئذ غير مخاطبين في الحقيقة فخطابهم في حكم الغيبة، وقيل: الامتناع المذكور مشروط بأن يكون كل من المخاطبين مستقلًا أما إذا كان أحدهما داخلا في خطاب الآخر فلا امتناع كما يعلم من تتبع كلامهم، وحينئذ يجوز أن يراد خطاب الأمة أيضًا من غير تغليب، والكلام في ذلك طويل وما ذكر سابقًا سالم عن القال والقيل {وَرَسُولِهِ وَتُعَزّرُوهُ} أي تنصروه كما روي عن جابر بن عبد الله مرفوعًا وأخرجه جماعة عن قتادة، والضمير لله عز وجل، ونصرته سبحانه بنصره دينه ورسوله صلى الله عليه وسلم {وَتُوَقّرُوهُ} أي تعظموه كما قال قتادة وغيره، والضمير له تعالى أَيضًا، وقيل: كلا الضميرين للرسول صلى الله عليه وسلم وروي عن ابن عباس، وزعم بعضهم أنه يتعين كون الضمير في {تعزروه} للرسول عليه الصلاة والسلام لتوهم أن التعزير لا يكون له سبحانه وتعالى كما يتعين عند الكل كون الضمير في قوله تعالى: {وَتُوَقّرُوهُ وَتُسَبّحُوهُ} لله سبحانه وتعالى، ولا يخفى أن الأول كون المضيرين فيما تقدم لله تعالى أيضًا لئلا يلزم فك الضمائر من غير ضرورة أي وتنزهوا الله تعالى أو تصلوا له سبحانه من السبحة {بُكْرَةً وَأَصِيلًا} غدوة وعشيا، والمراد ظاهرهما أو جميع النهار ويكنى عن جيمع الشيء بطرفيه كما يقال شرقًا وغربًا لجميع الدنيا، وعن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما صلاة الفجر وصلاة الظهر وصلاة العصر، وقرأ أبو جعفر. وأبو حيوة. وابن كثير. وأبو عمرو الأفعال الأربعة أعني لتؤمنوا وما بعده بياء الغيبة، وعن ابن مسعود. وابن جبير كذلك إلا أنهما قرآ {عَبْدُ الله} بالاسم الجليل مكان الضمير، وقرى الجحدري {تعزروه} بفتح التاء الفوقية وضم الزاي مخففًا، وفي رواية عنه فتح الاتء وكسر الزاي مخففًا وروي هذا عن جعفر الصادق رضي الله تعالى عنه، وقرئ بضم التاء وكسر الزاي مخففًا، وقرأ ابن عباس. ومحمد بن اليماني {تعززوه} بزاءين من العزة أي تجعلوه عزيزًا وذلك بالنسبة إليه سبحانه بجعل دينه ورسوله صلى الله عليه وسلم كذلك. وقرئ {وَتُوَقّرُوهُ} من أوقره عنى وقره.

1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8